عدد المساهمات : 59 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 23/08/2009
موضوع: ابحث عن عيوبك وأصلحها الخميس أغسطس 27, 2009 8:46 am
[b]
ابحث عن عيوبك واصلحها
من وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب، ما يرفع من شأن الإنسان، إلى درجة رفيعة، إن تمسك بها قولا وفعلا، فقد أفاده بوصف دقيق للمؤمن وللمتكلف وللظالم وللمرائي وللمنافق وللكسلان وللعاقل؛ فقال: "يا علي، إن للمؤمن ثلاث علامات: الصلاة والصيام والزكاة، وللمتكلف ثلاث علامات: يتملق إذا شهد ويغتاب إذا غاب ويشمت بالمصيبة؛ وللظالم ثلاث علامات: يقهر من دونه بالغلبة، ومن فوقه بالمعصية، ويظاهر الظلمة؛ وللمرائي ثلاث علامات: ينشط إذا كان عند الناس، ويفتر إذا كان وحده، ويحب أن يحمد في جميع الأمور؛ وللمنافق ثلاث علامات: إن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن اؤتمن خان. يا علي، وللكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرّط ويفرّط حتى يضيّع، ويضيّع حتى يأثم؛ وليس ينبغي للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث: مُرِمّة لمعاش، أو لذة في غير محرم أو خطوة لمعاد".
فالصلاة والصيام والزكاة، شريطة دعمها بالإخلاص وصفاء القلب، والتملق يعني التودّد بكلام لا يعكس ما في القلب، أي الظاهر في السلوك يخالف الباطن ويعاكسه، ويظاهر الظلمة أي يعاونهم، والمقصد من مُرِمّة لمعاش أي كل ما يكفي الإنسان مؤونة السؤال، وهي من الخصال التي تطهر الإنسان من الخبائث وترفعه إلى درجة الطيبين الصالحين المصلحين النافعين ذاتهم وغيرهم.
ويواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهيا إياه من الميل إلى ما يغضب الله من انحراف: "يا علي إن من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ولا تحمدن أحدا على ما آتاك الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتكه الله فإن الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهية كاره، وإن الله سبحانه وتعالى جعل الروح والفرج في اليقين، والرضا بقسم الله، وجعل الهم والحزن في السخط بقسم الله. يا علي لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعوز من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا إيمان كاليقين، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر. يا علي إن لكل شيء آفة، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان وآفة العبادة الرياء وآفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحسب الفخر، وآفة الحياء الضعف، وآفة الكرم الفخر، وآفة الفضل البخل، وآفة الجود السرف، وآفة العبادة الكبر، وآفة الدين الهوى"...
لا شك أن الجهل أشد من الفقر والعقل أفضل من المال، والعجب من أبغض الصفات وأذمها وأسلم سلوك هو القائم على المشاورة، وقيمة الانسان في حسن خلقه، وذكره الدائم لله. أما الآفات من كذب ونسيان ورياء وصلف وبغي ومنّ، وخيلاء وفخر وضعف وبخل وسرف وكبر، واتباع الهوى في الدين، في منّ الرذائل والصفات المذمومة السيئة، فالتحلي بالصفات المحمودة كما تضمنها القرآن فهي الأصل.
ومما ينصح الرسول صلى الله عليه وسلم به عليّا وصايا صحية مفيدة جدا، إذ قال له "يا علي لا تستقبل الشمس والقمر واستدبرهما، فإن استقبالهما داء واستدبارهما دواء.." مضيفا "يا علي لا تطل القعود في الشمس فإنها تثير الداء الدفين وتبلي الثياب وتغير اللون.." ناصحا "يا علي: كل الزيت وادهن بالزيت، فإنه من أكل الزيت وادّهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين صباحا، يا علي: ابدأ بالملح، واختم بالملح، فإن الملح شفاء من سبعين داء منها الجنون والجذام والبرص، ووجع الحلق، ووجع الأضراس، ووجع البطن. يا علي إذا أكلت فقل: بسم الله وإذا فرغت فقل: الحمد لله".
تلك هي توجيهات طبية للحفاظ على سلامة الصحة الوقاية من حرارة الشمس لما تحدثه من أضرار، والتعريف بفوائد الزيت والملح ومنافعهما الصحية من عديد الأمراض والإصابات والتحلي بالأخلاق الإسلامية أثناء الأكل، وفي كل سلوك من السلوكيات البشرية؛ ليتنا نلتزم بها ونواظب عليها حتى نحفظ عقولنا وأجسامنا من التهلكة والضرر.
لقد أطال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر ما ينفع الناس وما يضرّهم في هذه الوصايا، اقتطفت منها جزءا يسيرا واخترت أخرى منها: "يا علي، أملك عليك لسانك، وعوّده الخير، فإن العبد يأتي يوم القيامة ليس عليه شيء أشد خيفة من لسانه. يا علي، إياك واللجاجة فإنها ندامة، يا علي إياك والحرص فإن الحرص أخرج أباك من الجنة؛ يا علي إياك والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب؛ يا علي ويل لمن يكذب ليضحك الناس ويل له ويل له..". مضيفا "يا علي أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحب الدنيا، يا علي أنهاك عن أربع خصال عظام: الحسد، والحرص، والغضب، والكذب".
ألم يكفك يا ابن آدم هذا حتى تطهر لسانك من الخبث وتطيبه؟ وتترفع عن الحرص وتقنع؟ وتقي نفسك من داء الحسد حتى تسلم وتنجو من عذاب الآخرة؟ وتترك الكذب حتى تضمن لنفسك الوقار والتقدير؟ إنك يا ابن آدم إن أغمضت عينيك عن محتاج وقسوت عن ضعيف وأملت في السراب وانغمست في مغريات الدنيا وشهواتها، فلا شك ستكون من الخاسرين. ولهذا من مصلحتك ومن منفعتك وحفاظا على سلامة عقلك ونفسك وجسمك، أن تتبرأ من الحسد، والحرص والغضب والكذب "اقض على الحسد قبل أن يقضي عليك" وفي الحديث الشريف "أغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا" ومن أمثال العرب "أول الغضب جنون وآخره ندم" وكذلك "رأس الذنوب الكذب" و"الظلم مرتعه وخيم" و"من يبغ في الدين يصلف"..
و"المنافق هو شخص يصف الآخرين كما يرون أنفسهم" و"لا تصدق من يمدح كل الناس ولا تسمع لنصيحة من لا يعمل بها"، و"الشماتة تعقبها الندامة" و"الغيبة من الاغتياب سوء إن كان بهتا وبهتانا" و"المنة تهدم الضيعة"، والحكمة العربية "سلامة الإنسان في حفظ اللسان" و"شيء جميل أن يكون عندك أمل وشيء سيئ أن تعتمد عليه" ينسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تشاور قوم إلا هداهم الله لأرشد أمورهم". وفي كل خصلة توجيه تنفع الناس وتوجههم للأصلح.
إن عِـشتَ .. فعــش حُــراً * * * وإن مُتَ .. كالأشجار وقوفاً ولا تمت قبل أن تكون نداً
إشراقة فجر
عدد المساهمات : 152 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/08/2009
موضوع: رد: ابحث عن عيوبك وأصلحها الجمعة أغسطس 28, 2009 4:58 pm
بارك الله فيك بجد موضوع قيم اوووي اسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتك