عدد المساهمات : 59 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 23/08/2009
موضوع: خصوبة المسلمين.. لماذا تزعج الغرب؟ الخميس أغسطس 27, 2009 8:56 am
خصوبة المسلمين.. لماذا تزعج الغرب؟
العرب: مياه كثيرة تسري في أنهار المملكة المتحدة هذه الأيام. فلم يشتد الخوف بالبريطانيين قط منذ أن أمطرت الطائرات النازية بقنابلها فوق المدن خلال الحرب العالمية الثانية مثلما اشتد بهم اليوم، والسبب "القنبلة الديمغرافية الموقوتة" التي باتت تشكلها الجاليات المسلمة في بريطانيا وفي عموم أوروبا وهي قنبلة اذا انفجرت حسب توقعات الأوروبيين فإنها ستغير بشكل كبير ملامح أوروبا الديمغرافية والاجتماعية مع إطلالة منتصف القرن الحالي.
التقرير الذي تداولته وسائل اعلام بريطانية ووصل صداه الى أرجاء التكتل الأوروبي أمعن في دق ناقوس الخطر بشأن التحولات الديمغرافية "الخطيرة" التي يتوقع ان تشهدها القارة العجوز بما يعزز تعداد الأقليات المسلمة ويوسع من قاعدة الديانة الاسلامية بين معتنقيها الجدد في القارة.
الاحصائيات تشير الى أن أعداد الجاليات المسلمة في أوروبا تضاعف خلال الأعوام الثلاثين الماضية مع توقعات بتضاعفها مجددا مرتين على الأقل بحلول 2015 في مرحلة أولى، ثم 2050 في مرحلة ثانية.
وتقدر أعداد الجاليات المسلمة في أوروبا اليوم ما بين 15 مليون الى 23 مليون نسمة وهم يشكلون الى حدود العام الماضي نسبة خمسة بالمائة من سكان الاتحاد الأوروبي. لكن الارتفاع المستمر لمعدلات الهجرة من الدول الاسلامية باتجاه الدول الأوروبية وبنفس الوتيرة سيقفز بعدد المسلمين الى حدود خمس سكان الدول السبع والعشرين مع انتصاف القرن الحالي.
ورغم ان هذه الاحصائيات تظل في النهاية حبيسة التوقعات الا أنها بدأت بالفعل في نشر انطباع عام يروج للخوف من تعاظم دور المسلمين في القارة الأوروبية واخفاق السياسيين في مواجهة تحديات "القنبلة الديمغرافية الاسلامية الموقوتة" والتي بدأت تنتشر وتتسع رقعتها يوم بعد يوم، حتى أن صحيفة "صندي تليغراف" أشارت الى أن أسماء مثل محمد وآدم وريان وأيوب ومهدي وأمين وحمزة باتت منتشرة على نطاق واسع في قلب عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل.
كلام كثير يجري على ألسنة الأوروبيين وسيناريوهات عديدة تجول بخواطر اليمينيين منهم بشكل خاص. فما فشل المسلمون في الحفاظ عليه في الأندلس على مدار خمسة قرون، وما فشل العثمانيون الأتراك في تحقيقه غربا باتجاه أوروبا، سيتسنى اليوم وفي السنوات القادمة للأقليات المسلمة انجازه بسهولة في دول التكتل الأوروبي، ليس بحد السيف والرصاص وبالدماء، وإنما بخصوبتهم العالية.
في المحصلة فإن أكثر ما يخشاه الساسة في هذه الدول أن ينتهي الأمر رويدا رويدا الى أسلمة أوروبا وأن يؤدي عزوف القادة عن تنويع وتعزيز برامج ادماج المهاجرين الى اضطرابات اجتماعية وقلاقل عرقية ودينية خطيرة.
لكن مهما تكن تلك المخاوف ومهما تكن الإحصائيات والتوقعات فهل يبرر التحول الديمغرافي المنتظر حقيقة كل هذا الفزع الأوروبي؟ أين يجدر أن تكون الكرة، في شباك الغرب أم في شباك المسلمين؟
اذا كانت المشكلة في الخصوبة العالية للجاليات المسلمة فلا نعتقد ان الغرب في حاجة في هذه السنوات وخاصة في العقود القادمة الى فرض سياسة تحديد النسل في وقت تنحدر فيه المجتمعات الغربية الى مستويات التهرم بسبب الانخفاض الحاد في نسبة المواليد. ومعنى ذلك أن الجاليات المسلمة ستكون في العقود القادمة صمام الأمان بشأن التوازن الديمغرافي المجتمعات الغربية وليس عاملا سلبيا.
ورغم الدعوات المتكررة للأحزاب الأوروبية لرفع الأسوار في وجه المهاجرين فلا يبدو من مصلحة الاقتصادات الأوروبية ايقاف الهجرة مطلقا ولا الاستغناء عن المهاجرين اللذين يمثلون في الواقع عصب النمو الاقتصادي في اوروبا ومن دونهم فلن تقوم قائمة للاقتصاد البريطاني او الألماني أو الفرنسي. وما تقوله الأمين العام لمنظمة التعاون والاقتصاد والتنمية أنجيلا غوريا يمكن أن يمثل تمهيدا سليما ومنطقيا لفهم المشكلة "الهجرة ليست صنبورا ماء يغلق ويفتح متى شئنا.. نحن بحاجة الى هجرة عادلة وفعالة وسياسة اندماج في المجتمع.. سياسات مجدية ومرنة يمكن تعديلها في الاوقات الاقتصادية والجيدة والصعبة، في آن معا."
إن المعضلة الماثلة أمام أوروبا اليوم تبدأ بسؤال: كيف يمكن استثمار الخصوبة العالية للمسلمين وتحويلها من "فزاعة" الى عنصر تفوق واطمئنان في المستقبل؟ الكرة بلا شك في شباك الغرب، والبداية تكمن أساسا في الكف عن النظر الى المسلمين كـ"فاتحين جدد" يهدفون الى ابتلاع أوروبا ونسف هويتها وحضارتها فليس كل المسلمين راديكاليين كما أن أغلب استطلاعات الرأي في أوروبا تشير الى غياب الفكر المتطرف لدى الجاليات المسلمة. وعلى العكس، فبشهادة مستعربين جدد ومن بينهم الهولندي روبرت وولترينغ، هناك توق شديد في العالم الإسلامي للاستفادة من العلوم الغربية وأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ومن باب التذكير، فقد وضع الكاتب الإصلاحي من القرن التاسع عشر، محمد عبده، الأساس النظري لهذه التطلعات بقوله إن الغرب هو في الحقيقة "إسلامي". فقد أمكن للغرب التعرف على الحضارة الإسلامية اثناء الحملات الصليبية ونقل المعارف إلى أوروبا حيث مهدت هناك للنهضة والتنوير، وبالتالي للتفوق الاقتصادي والسياسي الراهن.
لقد أثبت احتكاك المسلمين بالغرب في العصر الحديث إن المسلمين يقدمون أي تنازلات حين يجعلون من الحداثة الغربية نموذجاً لهم، لأن هذه الحداثة تجد جذورها أصلاً في الإسلام.
فلا نعتقد اليوم أن مشكلة الغرب في الاسلام والمسلمين أو في "القنبلة الديمغرافية الاسلامية" القادمة بقدر ما تكمن أساسا في الغرب نفسه.
فمن حق فرنسا وباقي الجمهوريات العلمانية الغربية ان تفرض مبادئها وان تقر شرعية هذا اللباس اوذاك ومدى توافقه مع مبادئها تماما كما هو معمول به في بعض الدول الاسلامية. لكن المهم كذلك هو كيف يمكن الحفاظ على المصداقية وحيادية القانون في عالم يشهد اليوم تداخلا في الخصوصيات الثقافية والحضارية ولا يعترف بالحدود والفواصل.
كما من حق المسلمين بدورهم أن يمنعوا قرع الأجراس والبنطلون فوق أراضيهم ولكن ليس من المنطق في شيء أن يفرضوا قانونهم وأعرافهم على الآخر وفي عقر داره.
ومن الجيد ان تدافع المجتمعات الغربية ومن بينها بريطانيا وألمانيا على مبادئها الداعمة للقيم الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان ولكن من العار أن تسمح هذه الدول وغيرها بتعذيب مواطنيها من أتباع الديانة الاسلامية في سجون سرية بعلمها وموافقتها، وسيكون من العار أيضا منع المتقدمين للحصول على الجنسية البريطانية مثلا من حرية التعبير عن رأيهم لمجرد انتقادهم للحكومة على خلفية مغامراتها العسكرية في العراق وأفغانستان.
إن الجالية المسلمة في أوروبا قوة قادمة لا شك في ذلك، عاجلا أم آجلا. ولكن سيكون بيد قادة الغرب وحدهم أن يجعلوا هذه القوة "ناعمة" وفعالة لمصلحة الدولة وليس ضدها. نقل عن العرب
إشراقة فجر
عدد المساهمات : 152 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/08/2009
موضوع: رد: خصوبة المسلمين.. لماذا تزعج الغرب؟ الجمعة أغسطس 28, 2009 4:55 pm
اللهم انصر الاسلام و المسلمين
سيف الاسلام
عدد المساهمات : 80 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/08/2009 العمر : 39 الموقع : https://aldeen-7ayah.ahlamontada.net/
موضوع: رد: خصوبة المسلمين.. لماذا تزعج الغرب؟ الجمعة أغسطس 28, 2009 5:44 pm